محتويات المقال
ما هي البدانة والسمنة؟
البدانة والسمنة هي تراكم غير طبيعي للأنسجة الدهنية، وخاصة في أماكن مثل البطن والأرداف، وتعتبر البدانة من أهم مشكلات العصر الحديث والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بطبيعة الحياة المعاصرة وطرق التغذية.
يتم احتساب كمية الدهون في الجسم عبر حساب مؤشر كتلة الجسم، حيث يتم قياس كتلة الجسم مقارنة بالطول (مؤشر BMI)، وعليه يتم تحديد كمية الدهون في الجسم.
أسباب البدانة والسمنة:
للبدانة مسببات كثيرة، منها ما هو مرضي ومنها ما هو وراثي، وأغلب أسبابها يتعلق بطبيعة الحياة العامة ومستوى النشاط وطبيعة الطعام
ويمكننا حصر أسباب البدانة فيما يلي:
- قلة النشاط البدني: حيث يؤدي الخمول البدني والابتعاد عن الرياضة والمشي، والعمل المكتبي لساعات طويلة سبباً في زيادة تراكم الدهون، إذ ان الأشخاص الأقل نشاطاً يحرقون سعرات حرارية أقل من نظرائهم ممن يمارسون الرياضة أو يتطلب عملهم مجهوداً بدنياً، وقد أظهرت الكثير من الإحصائيات علاقة بين الخمول البدني وتزايد معدلات البدانة وارتفاع الوزن.
- تناول الطعام بإفراط: حيث يؤدي تناول الأطعمة بكثرة، وخاصة الأطعمة غير الصحية والمليئة بالسكريات كالوجبات السريعة والمقالي، إلى تراكم الدهون، خاصة إذا ترافق ذلك مع قلة النشاط البدني، حيث تتضاعف المشكلة أكثر.
- الوراثة: فالأشخاص الذين لديهم أحد الأبوين يعاني من البدانة هو أكثر عرضة للإصابة بها من غيره، كما أن نقص هرمون اللبتين (leptin) المسؤول عن ضبط دهون الجسم، حيث يقوم هذا الهرمون بإرسال تنبيهات للدماغ لتناول كميات أقل من الطعام عندما يكون مستوى الدهون في الجسم مرتفعاً.
- اعتماد نظام غذائي غني بالكربوهيدرات البسيطة: فالكربوهيدرات البسيطة مثل السكريات والفركتوز والمشروبات الغازية والحلويات تمتص بسرعة أكبر من الكربوهيدرات المعقدة، وتصل إلى مجرى الدم بشكل أسرع، ليقوم البنكرياس بإفراز هرمون الأنسولين لحرق السكريات وتحويلها إلى طاقة، حيث يؤدي هرمون الأنسولين إلى تعزيز الخلايا الدهنية ومنع حرقها، مما يؤدي في نهاية الأمر إلى تراكمها وبالتالي البدانة.
- وجبات الطعام غير المنظمة: فالأشخاص الذين يتناولون كميات طعام صغيرة أكثر من مرة في اليوم وفي مواعيد منتظمة لا يعانون من السمنة مثل أقرانهم الذين يأكلون وجبات كبيرة لمرتين أو ثلاثة في اليوم وفي مواعد غير منتظمة. إنَّ تناول وجبات صغيرة وفي فترات منتظمة من شأنه ضبط أنسولين الدم أكثر من أخذ كميات طعام كبيرة وفي مواعيد مضطربة، لأنه في الحالة الثانية سيرتفع هرمون الأنسولين بقوة ويضطرب عمله.
- بعض أنواع الادوية: فأدوية الاكتئاب ومضادات الاختلاج وبعض أدوية السكري وموانع الحمل وبعض أدوية ضغط الدم تسبب ارتفاعاً في الوزن.
- اضطرابات النوم: فمن المعلوم ان هرمون النمو المسؤول عن نمو خلايا الجسم وحرق الدهون يفرز بوفرة في المرحلة الثالثة من النوم (بعد ثلاث ساعات من النوم)، كما أن السهر لفترات طويلة يزيد هرمون الكورتيزون الذي يؤدي إلى حدوث هدم عضلي وزيادة في الأنسجة الدهنية، كما يؤدي إلى الاحساس بالجوع، الأمر الذي يفاقم أزمة البدانة والسمنة.
- بعض الأمراض: فأمراض الغدة الدرقية ومقاومة الأنسولين (عدم استجابة العضلات لهرمون الأنسولين) وتكيس المبايض تعتبر عاملاً محفزاً لتراكم الدهون.
- عوامل نفسية: حيث يؤثر المزاج والحالات النفسية على تناول الإنسان للطعام، كما تؤثر على التوازن الهرموني في الجسم بصفة عامة
- اضطرابات هرمونية: فالمصابين بمشاكل في الغدة الدرقية يصابون بالسمنة بشكل أكبر من الأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل في الغدة الدرقية.
مخاطر البدانة والسمنة على الصحة العامة:
تترافق زيادة الوزن وتراكم الدهون مع حدوث مضاعفات خطيرة من أهمها:
- داء السكري من النوع الثاني: فالسمنة تؤدي إلى زيادة فرص مقاومة الأنسولين وبالتالي ارتفاع سكر الدم والإصابة بالسكري كنتيجة لذلك.
- أمراض القلب والسكتات الدماغية: لأن السمنة تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، وهي عوامل محفزة لجلطات القلب والسكتات الدماغية.
- بعض أنواع السرطانات: كسرطان الكبد وعنق الرحم وسرطان القولون والمستقيم.
- القرحة المعدية وأمراض المرارة والكبد.
- أمراض جنسية: فالسمنة قد تؤدي إلى العقم عند الرجال، كما أنها قد تؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية عند النساء، وقد يعود السبب في ذلك إلى كون الخلايا الدهنية منتجة لهرمون الأستروجين.
الوقاية من البدانة والسمنة وطرق علاجها:
يعتبر تنظيم الغذاء واتباع حمية صحية متوازنة وممارسة الرياضة والمشي عاملان رئيسان في التخلص من السمنة والوقاية منها، فذلك يؤدي إلى ضبط السعرات الحرارية من الطعام، وغلى تنظيم معدل حرق السعرات الحرارية والدهون في الجسم، وينصح المختصون للوقاية من السمنة بما يلي:
- تناول وجبات صحية خفيفة، وفي أوقات منتظمة: وذلك لضبط هرمون الأنسولين.
- الابتعاد عن السكريات والأطعمة المصنعة والمعلبة والوجبات السريعة.
- تناول الدهون الصحية والابتعاد عن الدهون المشبعة والمصنعة: فالدهون ليست مضرة كما يراها البعض، كونها تدخل في وظائف الطاقة ونشاط الجسم الحيوية، ولكن يجب التأكد من الحصول على الدهون من مصدر صحي وتناول كميات متوازنة منها دون إفراط.
- اتباع حمية “الكيتو دايت” قليلة الكربوهيدرات يساعد على التخلص من مشاكل البدانة والسمنة.
- مشروب الكركم أثبت فاعليته في حرق الدهون والتخلص منها.
و أما عن الحلول العلاجية، فهناك عدد قليل من الأدوية التي تم الموافقة عليها من أجل البدانة والسمنة ، ولكنها تحتوي على آثار جانبية عديدة، كجفاف الفم والإمساك والدوخة.
و كتدخل جراحي، فبعد الثورة الطبية التي شهدها الطب في مجال البدانة والسمنة ، أصبح هناك العديد من العمليات التي قد تؤدي إلى التخلص من مشكلة البدانة والسمنة ، مثل عملية ” تكميم المعدة” أو عمليات شفط الدهون، رغم بعض المحاذير و الآثار الجانبية لهذه العمليات، ولكنها قد تكون حلاً أخيراً في حال عدم نجاح بقية الحلول.
وتبقى الوقاية والابتعاد عن مشاكل البدانة والسمنة أفضل من تناول العقاقير او التدخل الجراحي.